- أميرة البناتعضو مجتهد ♛
- دَولتي» :
جنســــي : :
مُساهماتي »: : 51
نقاطي»: : 127
التقييمات التي حصلت عليها : 2
ياسمين ترى في الموت رحلة شائقة
الأحد فبراير 08, 2015 4:25 pm
يقول صاحب القصة.. كنت على موعد مع صديق لشرب القهوة العربية بعد صلاة العصر. وصلت إلى الفندق وتحديداً إلى قاعة المقهى المكيف الجميل ذي الديكورات الخلابة وذلك قبل الموعد بساعة.. دخلت المقهى ولم أكن اعرف أين اجلس أو انظر، إلا أن جمال المكان شدني للتجوال في أنحائه لرؤية كل زاوية فيه، حتى وصلت إلى زاوية في آخر المقهى حيث وضع أثاث جميل وهادئ الألوان.. وإضاءة خفيفة جدا..
شدني ذلك الديكور الرائع.. وتقدمت قليلا وبهدوء شديد إلى الجالس على تلك الأريكة، فقط لكي أهنئه على حسن اختياره لتلك الزاوية.. ولكنني رأيت رجلا في الخمسينات نحيف الوجه.. قد خط فيه الزمن خطوطه.. وعيناه غائرتان ومليئتان بدمعتين من الحجم الكبير جدا.. وكان يجاهد لكي يمنعهما من التدحرج على خديه.. تقدمت إليه فرأيته غارقا في فكر بعيد جدا.. يخترق بنظرته الخمسينية ما وراء الفندق والكرة الأرضية كلها.. فقلت له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فنظر إلي نظرة استغراب لأنه لا يعرفني ولا أعرفه..وقال: وعليكم السلام..وسكت.. فقلت له: هل يمكنني الجلوس على الأريكة المقابلة أم أنها محجوزة؟ فقال كالمنزعج لانقطاع حبل أفكاره: لا.. نعم.. تفضل.. تفضل.. فجلست وأنا ساكت.. ولكن كيف للثرثار بأن يجلس دون تعذيب لسانه.. فقلت: عفوا.. ولكن لماذا تعذب عينيك وتمنع دمعتيك من التدحرج على خدك.. لو كنت مكانك لأرحت عيني من تحمل حرارة الدمع الحزينة وأرسلتها على خدي.. فما ان سمع كلامي حتى تدحرجت الدموع على خديه وسلكت التقاطيع الكثيرة في وجهه.. قلت: لابد انك تذكرت أناساً أعزاء عليك !! قال: وما يدريك؟ قلت: أرى معزتهم في عينيك ومحياك. قال: نعم أعزاء جدا جدا. قلت: ومتى ستلتقي بهم؟ قال: والله أتمنى في كل لحظة السفر إليهم ولكن المسافة بعيدة جدا جدا.. قلت: وأين سكناهم؟ قال: آخر لقائي بها كان في أمريكا قبل ثلاث سنوات ولكننا افترقنا فلم نكن نلتقي إلا في الأحلام.. قلت: أيها العاشق أخبرني بقصة عشقك إن لم يكن في ذلك تدخل شخصي في حياتك.. قال وبابتسامة صغيرة: لا أبدا.. ليس هناك بيني وبين ياسمين أيّة أسرار بل وستكون سعيدة حسب ظني بها لو أنني قصصت عليك قصة حبنا الكبير.. ولكن دعني أصحح لك معلومة صغيرة وهي إن ياسمين هي ابنتي التي كانت تبلغ من العمر عشر سنوات.. ففوجئت بالمعلومة.. ثم استطرد قائلا: هل تحب أن تسمع قصة حبنا الكبير؟ قلت متحمسا: نعم وبكل شوق... قال: عشت في الدمام ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين، وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميته أحمد وكان يكبرها بثماني سنين وكنت أعمل هنا في مهنة هندسية.. فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراه.. كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني زاهر.. ومع بلوغها التسع سنوات رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر.. فكانت ما إن تنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلا طفوليا ساحرا..كنت أقول لها قومي إلعبي مع صديقاتك فكانت تقول: صديقي هو قرآني ونعم الصديق.. ثم تواصل قراءة القرآن.. وذات يوم اشتكت من ألم في بطنها عند النوم.. فأخذتها إلى المستوصف القريب فأعطاها بعض المسكنات فتهدأ آلامها ليومين.. ثم تعاودها.. وهكذا تكررت الحالة.. ولم أعط الأمر حينها أي جدية.. وشاء الله أن تفتح الشركة التي اعمل بها فرعا في الولايات المتحدة الأمريكية.. وعرضوا علي منصب المدير العام هناك فوافقت... ولم ينقضي شهر واحد حتى كنا في أحضان أمريكا مع زوجتي وأحمد وياسمين.. بعد مضي قرابة الشهرين على وصولنا إلى أمريكا عاودت الآلام ياسمين فأخذتها إلى دكتور باطني متخصص فقام بفحصها وقال: ستظهر النتائج بعد أسبوع ولا داعي للقلق، أدخل كلام الطبيب الاطمئنان إلى قلبي وسرعان ما حجزت لنا مقاعد على أقرب رحلة إلى مدينة الألعاب (أور لاند) وقضينا وقتا ممتعا مع ياسمين.. بين الألعاب والتنزه هنا وهناك.. وبينما نحن في متعة المرح.. رن صوت هاتفي النقال فوقع قلبي.. لا أحد في أمريكا يعرف رقمي.. فترددت في الإجابة.. وأخيرا ضغطت على زر الإجابة.. الو.. من المتحدث؟؟ أهلا يا حضرة المهندس.. أنا الدكتور ستيفن.. طبيب ياسمين هل يمكنني لقاؤك في عيادتي غدا؟ وهل هناك ما يقلق في النتائج؟! في الواقع نعم.. لذا أود رؤية ياسمين حسنا سنكون غدا عند الخامسة مساء في عيادتك إلى اللقاء.. اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي.. ولم أدر كيف أتصرف فقد بقي في برنامج الرحلة يومان وياسمين في قمة السعادة لأنها المرة الأولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا.. وأخيرا أخبرتهم بأن الشركة تريد حضوري غدا إلى العمل لطارئ ما.. وهي فرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين.
بعد أن اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي.. ولم أدر كيف أتصرف فقد بقي في برنامج الرحلة يومان وياسمين في قمة السعادة لأنها المرة الأولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا.. وأخيرا أخبرتهم أن الشركة تريد حضوري غدا إلى العمل لطارئ ما.. وهي فرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين، فوافقوا جميعا على العودة بشرط أن نرجع إلى أورلاند في العطلة الصيفية.. وفي العيادة استهل الدكتور ستيفن حديثه لياسمين بقوله: مرحبا ياسمين كيف حالك؟ - جيدة ولله الحمد..ولكني أحس بآلام وضعف، لا أدري مم؟ وبدأ الدكتور يطرح الأسئلة الكثيرة.. وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي: تفضل في الغرفة الأخرى.. وفي الحجرة انزل الدكتور على رأسي صاعقة.. تمنيت عندها لو أن الأرض انشقت وبلعتني.. قال الدكتور: منذ متى وياسمين تعاني من المرض؟ قلت: منذ سنة تقريبا وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى . . فقال الطبيب: ولكن مرضها لا يتعافى بالمهدئات..إنها مصابة بسرطان الدم في مراحله الأخيرة جدا.. ولم يبق لها من العمر إلا القليل.. وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنة مرضى السرطان في المنطقة وقد أقروا جميعا بذلك من واقع التحاليل .. فلم أتمالك نفسي وانخرطت في البكاء وقلت: مسكينة.. والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة.. ستموت وترحل عن الدنيا..وسمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت ولما علمت أغمي عليها..وهنا دخلت ياسمين وابني أحمد وعندما علم أحمد بالخبر احتضن أخته وقال: مستحيل أن تموت ياسمين.. فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة: أموت.. ماذا يعني أموت؟ فتلعثم الجميع من هذا السؤال..فقالت: يعني سترحلين إلى الله.
فقالت ياسمين: حقا سأرحل إلى الله؟!.. وهل هو سيئ الرحيل إلى الله؟ ألم تعلماني يا والدي بأن الله أرحم من الوالدين والناس.. وهل رحيلي إلى الله يجعلك تبكي يا أبي ويجعل أمي يغمى عليها..؟ فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى فياسمين ترى في الموت رحلة شائقة فيها لقاء مع الحبيب. عليك الآن أن تبدئي العلاج.. فقالت: إذا كان لابد لي من الموت فلماذا العلاج والدواء والمصاريف؟ -نعم يا ياسمين.. نحن الأصحاء أيضا سنموت فهل يعني ذلك ان نمتنع عن الأكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل.. فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي.. تعلمين يا ياسمين أن في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها. فأنت مثلا.. إذا أعطتك صديقتك لعبة.. هل ستقومين بتكسيرها أم ستعتنين بها؟ قالت: بل سأعتني بها وأحافظ عليها.. الطبيب: وكذلك هو الحال لجهازك الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والأذنين، كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها من التلف.. والأدوية التي ستأخذينها تخفف آلام المرض وتحافظ قدر الإمكان على أجهزتك الداخلية من التلف حتى عندما تلتقين بربك وخالقك تقولين له لقد حافظت على الأمانات التي جعلتني مسؤولة عنها.. ياسمين: إذا كان الأمر كذلك.. فأنا مستعدة لأخذ العلاج. مضت الأيام ثقيلة وحزينة بالنسبة لنا كأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة.. وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى.. حفظت سوراً من القرآن، وسألناها لماذا تحفظين القرآن؟ قالت: لأن الله يحب من يحفظه.. وكانت كثيرة الصلاة وقوفا..وأحيانا تصلي على سريرها.. فسألتها عن ذلك فقالت: سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (جعلت قرة عيني في الصلاة) فأحببت أن تكون الصلاة لي قرة عين.. وحان يوم رحيلها.. وأشرق بالأنوار وجهها.. وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة.. وأخذت تقرأ سورة (يس) التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت الفاتحة وسورة الإخلاص ثم آية الكرسي.. ثم قالت: الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن ورزقني حفظه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين، حمداً كثيراً أبدًا.. وأشكره لأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة.. ثم قالت: تنح يا والدي قليلا، فإن سقف الحجرة قد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى السماء وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى الله رب العالمين. أجهش الأب بالبكاء وبكى بكاء مريرا جعل كل من في قاعة المقهى في الفندق يلتفتون إلى الزاوية التي نحن فيها فقلت له: هون عليك فهي في رحمة الله وكنفه ورعايته، فليرحمها ويلهم قلوبكم الصبر على فراقها.. فقال: رحمة الله عليها فقد كانت ابنة بارة مؤمنة قانتة لم تترك صلاتها ولا قرآنها حتى آخر لحظات عمرها.. تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه.
شدني ذلك الديكور الرائع.. وتقدمت قليلا وبهدوء شديد إلى الجالس على تلك الأريكة، فقط لكي أهنئه على حسن اختياره لتلك الزاوية.. ولكنني رأيت رجلا في الخمسينات نحيف الوجه.. قد خط فيه الزمن خطوطه.. وعيناه غائرتان ومليئتان بدمعتين من الحجم الكبير جدا.. وكان يجاهد لكي يمنعهما من التدحرج على خديه.. تقدمت إليه فرأيته غارقا في فكر بعيد جدا.. يخترق بنظرته الخمسينية ما وراء الفندق والكرة الأرضية كلها.. فقلت له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فنظر إلي نظرة استغراب لأنه لا يعرفني ولا أعرفه..وقال: وعليكم السلام..وسكت.. فقلت له: هل يمكنني الجلوس على الأريكة المقابلة أم أنها محجوزة؟ فقال كالمنزعج لانقطاع حبل أفكاره: لا.. نعم.. تفضل.. تفضل.. فجلست وأنا ساكت.. ولكن كيف للثرثار بأن يجلس دون تعذيب لسانه.. فقلت: عفوا.. ولكن لماذا تعذب عينيك وتمنع دمعتيك من التدحرج على خدك.. لو كنت مكانك لأرحت عيني من تحمل حرارة الدمع الحزينة وأرسلتها على خدي.. فما ان سمع كلامي حتى تدحرجت الدموع على خديه وسلكت التقاطيع الكثيرة في وجهه.. قلت: لابد انك تذكرت أناساً أعزاء عليك !! قال: وما يدريك؟ قلت: أرى معزتهم في عينيك ومحياك. قال: نعم أعزاء جدا جدا. قلت: ومتى ستلتقي بهم؟ قال: والله أتمنى في كل لحظة السفر إليهم ولكن المسافة بعيدة جدا جدا.. قلت: وأين سكناهم؟ قال: آخر لقائي بها كان في أمريكا قبل ثلاث سنوات ولكننا افترقنا فلم نكن نلتقي إلا في الأحلام.. قلت: أيها العاشق أخبرني بقصة عشقك إن لم يكن في ذلك تدخل شخصي في حياتك.. قال وبابتسامة صغيرة: لا أبدا.. ليس هناك بيني وبين ياسمين أيّة أسرار بل وستكون سعيدة حسب ظني بها لو أنني قصصت عليك قصة حبنا الكبير.. ولكن دعني أصحح لك معلومة صغيرة وهي إن ياسمين هي ابنتي التي كانت تبلغ من العمر عشر سنوات.. ففوجئت بالمعلومة.. ثم استطرد قائلا: هل تحب أن تسمع قصة حبنا الكبير؟ قلت متحمسا: نعم وبكل شوق... قال: عشت في الدمام ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين، وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميته أحمد وكان يكبرها بثماني سنين وكنت أعمل هنا في مهنة هندسية.. فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراه.. كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني زاهر.. ومع بلوغها التسع سنوات رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر.. فكانت ما إن تنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلا طفوليا ساحرا..كنت أقول لها قومي إلعبي مع صديقاتك فكانت تقول: صديقي هو قرآني ونعم الصديق.. ثم تواصل قراءة القرآن.. وذات يوم اشتكت من ألم في بطنها عند النوم.. فأخذتها إلى المستوصف القريب فأعطاها بعض المسكنات فتهدأ آلامها ليومين.. ثم تعاودها.. وهكذا تكررت الحالة.. ولم أعط الأمر حينها أي جدية.. وشاء الله أن تفتح الشركة التي اعمل بها فرعا في الولايات المتحدة الأمريكية.. وعرضوا علي منصب المدير العام هناك فوافقت... ولم ينقضي شهر واحد حتى كنا في أحضان أمريكا مع زوجتي وأحمد وياسمين.. بعد مضي قرابة الشهرين على وصولنا إلى أمريكا عاودت الآلام ياسمين فأخذتها إلى دكتور باطني متخصص فقام بفحصها وقال: ستظهر النتائج بعد أسبوع ولا داعي للقلق، أدخل كلام الطبيب الاطمئنان إلى قلبي وسرعان ما حجزت لنا مقاعد على أقرب رحلة إلى مدينة الألعاب (أور لاند) وقضينا وقتا ممتعا مع ياسمين.. بين الألعاب والتنزه هنا وهناك.. وبينما نحن في متعة المرح.. رن صوت هاتفي النقال فوقع قلبي.. لا أحد في أمريكا يعرف رقمي.. فترددت في الإجابة.. وأخيرا ضغطت على زر الإجابة.. الو.. من المتحدث؟؟ أهلا يا حضرة المهندس.. أنا الدكتور ستيفن.. طبيب ياسمين هل يمكنني لقاؤك في عيادتي غدا؟ وهل هناك ما يقلق في النتائج؟! في الواقع نعم.. لذا أود رؤية ياسمين حسنا سنكون غدا عند الخامسة مساء في عيادتك إلى اللقاء.. اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي.. ولم أدر كيف أتصرف فقد بقي في برنامج الرحلة يومان وياسمين في قمة السعادة لأنها المرة الأولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا.. وأخيرا أخبرتهم بأن الشركة تريد حضوري غدا إلى العمل لطارئ ما.. وهي فرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين.
بعد أن اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي.. ولم أدر كيف أتصرف فقد بقي في برنامج الرحلة يومان وياسمين في قمة السعادة لأنها المرة الأولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا.. وأخيرا أخبرتهم أن الشركة تريد حضوري غدا إلى العمل لطارئ ما.. وهي فرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين، فوافقوا جميعا على العودة بشرط أن نرجع إلى أورلاند في العطلة الصيفية.. وفي العيادة استهل الدكتور ستيفن حديثه لياسمين بقوله: مرحبا ياسمين كيف حالك؟ - جيدة ولله الحمد..ولكني أحس بآلام وضعف، لا أدري مم؟ وبدأ الدكتور يطرح الأسئلة الكثيرة.. وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي: تفضل في الغرفة الأخرى.. وفي الحجرة انزل الدكتور على رأسي صاعقة.. تمنيت عندها لو أن الأرض انشقت وبلعتني.. قال الدكتور: منذ متى وياسمين تعاني من المرض؟ قلت: منذ سنة تقريبا وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى . . فقال الطبيب: ولكن مرضها لا يتعافى بالمهدئات..إنها مصابة بسرطان الدم في مراحله الأخيرة جدا.. ولم يبق لها من العمر إلا القليل.. وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنة مرضى السرطان في المنطقة وقد أقروا جميعا بذلك من واقع التحاليل .. فلم أتمالك نفسي وانخرطت في البكاء وقلت: مسكينة.. والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة.. ستموت وترحل عن الدنيا..وسمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت ولما علمت أغمي عليها..وهنا دخلت ياسمين وابني أحمد وعندما علم أحمد بالخبر احتضن أخته وقال: مستحيل أن تموت ياسمين.. فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة: أموت.. ماذا يعني أموت؟ فتلعثم الجميع من هذا السؤال..فقالت: يعني سترحلين إلى الله.
فقالت ياسمين: حقا سأرحل إلى الله؟!.. وهل هو سيئ الرحيل إلى الله؟ ألم تعلماني يا والدي بأن الله أرحم من الوالدين والناس.. وهل رحيلي إلى الله يجعلك تبكي يا أبي ويجعل أمي يغمى عليها..؟ فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى فياسمين ترى في الموت رحلة شائقة فيها لقاء مع الحبيب. عليك الآن أن تبدئي العلاج.. فقالت: إذا كان لابد لي من الموت فلماذا العلاج والدواء والمصاريف؟ -نعم يا ياسمين.. نحن الأصحاء أيضا سنموت فهل يعني ذلك ان نمتنع عن الأكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل.. فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي.. تعلمين يا ياسمين أن في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها. فأنت مثلا.. إذا أعطتك صديقتك لعبة.. هل ستقومين بتكسيرها أم ستعتنين بها؟ قالت: بل سأعتني بها وأحافظ عليها.. الطبيب: وكذلك هو الحال لجهازك الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والأذنين، كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها من التلف.. والأدوية التي ستأخذينها تخفف آلام المرض وتحافظ قدر الإمكان على أجهزتك الداخلية من التلف حتى عندما تلتقين بربك وخالقك تقولين له لقد حافظت على الأمانات التي جعلتني مسؤولة عنها.. ياسمين: إذا كان الأمر كذلك.. فأنا مستعدة لأخذ العلاج. مضت الأيام ثقيلة وحزينة بالنسبة لنا كأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة.. وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى.. حفظت سوراً من القرآن، وسألناها لماذا تحفظين القرآن؟ قالت: لأن الله يحب من يحفظه.. وكانت كثيرة الصلاة وقوفا..وأحيانا تصلي على سريرها.. فسألتها عن ذلك فقالت: سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (جعلت قرة عيني في الصلاة) فأحببت أن تكون الصلاة لي قرة عين.. وحان يوم رحيلها.. وأشرق بالأنوار وجهها.. وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة.. وأخذت تقرأ سورة (يس) التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت الفاتحة وسورة الإخلاص ثم آية الكرسي.. ثم قالت: الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن ورزقني حفظه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين، حمداً كثيراً أبدًا.. وأشكره لأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة.. ثم قالت: تنح يا والدي قليلا، فإن سقف الحجرة قد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى السماء وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى الله رب العالمين. أجهش الأب بالبكاء وبكى بكاء مريرا جعل كل من في قاعة المقهى في الفندق يلتفتون إلى الزاوية التي نحن فيها فقلت له: هون عليك فهي في رحمة الله وكنفه ورعايته، فليرحمها ويلهم قلوبكم الصبر على فراقها.. فقال: رحمة الله عليها فقد كانت ابنة بارة مؤمنة قانتة لم تترك صلاتها ولا قرآنها حتى آخر لحظات عمرها.. تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه.
- سيـ الاحساس ـدةمَلك انيميشُن♛
- مـزاجي: : جميييل
دَولتي» :
هوايتي : الانشآد
جنســــي : :
لقبي السابق : همسه دلع
مُساهماتي »: : 556
نقاطي»: : 745
التقييمات التي حصلت عليها : 20
رد: ياسمين ترى في الموت رحلة شائقة
الإثنين فبراير 09, 2015 12:38 pm
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص احترامي
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص احترامي
- جميلهۃ ..♡مَلك انيميشُن♛
- مـزاجي: : آلحمـدلله ..^^
دَولتي» :
هوايتي : آلكِتـآبهه والقرآءةة
جنســــي : :
لقبي السابق : مـَلِكهَۂ ♛ .. SǿmeǾŋe
مُساهماتي »: : 1357
نقاطي»: : 2796
التقييمات التي حصلت عليها : 677
تاريخ ميلادي »: : 01/06/1998
رد: ياسمين ترى في الموت رحلة شائقة
الإثنين فبراير 09, 2015 5:53 pm
الله يِرْحَمَهَـآ
قِصَههَ جَميِلهَهَ جِدَآ تَقْشَعِرُ لَهَـآ آلآبْدَآنُ
أحْسَنْتِيَ جَمِيَلَتِيَ
وآصِلِيَ إبْدآعِكِكِ ..^^
مَ عَدْمِنَآككِ يَ آلغَلآ
- ♔ѕнαмσσнمديــر♛
- مـزاجي: : ._.
دَولتي» :
هوايتي : ~
جنســــي : :
لقبي السابق : بنت شيوخ , يتيمه.! , شًـﭔﭜھﮧ آلْـقـﻤړ , ڪومه ججنآن ☺ , آرناف.#! , اٌمـاٌراٌتيٌھَہّ♛❥ , ﻣلآمحَ هْنديـٌﮬ̲̌ﮧ♬❥ , ♔ѕнαмσσн , البقرهه الســمينهه.☺!,أفتقدڪِ أمي☹! الاسآمي محجوزين ( لحد يآخذهم )
مُساهماتي »: : 1763
نقاطي»: : 2243
التقييمات التي حصلت عليها : 168
تاريخ ميلادي »: : 04/10/2000
رد: ياسمين ترى في الموت رحلة شائقة
الجمعة مارس 18, 2016 8:07 pm
~بسسم الله الرحمن الرححيم~
السسسلآم عليككم ورحمه الله وبركاته , كيفكك!
ان ششاء الله بخير , وكيف الدرآسه! عسى تمآمم
ممشكوره جميلتي على القصه الرآئعه ممره حلوهه
عنوآنهآ ممرهه روعه شذني كككثير آسسستمري ولا تتوقفي
معالسسسسسسسسسسسسسسلآمه
تحيآتي ششششششششششششششششششموهه.~
السسسلآم عليككم ورحمه الله وبركاته , كيفكك!
ان ششاء الله بخير , وكيف الدرآسه! عسى تمآمم
ممشكوره جميلتي على القصه الرآئعه ممره حلوهه
عنوآنهآ ممرهه روعه شذني كككثير آسسستمري ولا تتوقفي
معالسسسسسسسسسسسسسسلآمه
تحيآتي ششششششششششششششششششموهه.~
- الاميرة المفقودةعضو نشيط~♛
- مـزاجي: : سعيدة
دَولتي» :
هوايتي : الرسم
جنســــي : :
مُساهماتي »: : 45
نقاطي»: : 47
التقييمات التي حصلت عليها : 0
رد: ياسمين ترى في الموت رحلة شائقة
السبت مايو 14, 2016 9:56 pm
رووووووووعة اكتير حلوة القصة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى